"ميديابارت" ومِقَصَّاتها الكبيرة
"ميديابارت" ومِقَصَّاتها الكبيرة
مقال: الدكتور أحمد بن سعادة
ترجمة: زكرياء حبيبي
15 جوان 2022
"ميديابارت" ومِقَصَّاتها الكبيرة
مقال: الدكتور أحمد بن سعادة
ترجمة: زكرياء حبيبي
15 جوان 2022
وصايا الدولة الصهيونية العشر
أحمد بن سعادة
مقال للدكتور أحمد بن سعادة
منشور بتاريخ 03 مارس 2014
ترجمة: زكرياء حبيبي
رسالة إلى الرأي العامّ العالمي
بقلم أحمد بن سعادة
فيدال كاسترو في وهران
مقال للأكاديمي الجزائري ، الدكتور أحمد بن سعادة
ترجمة: خ. غوالم الروينة آنفو
إضغط على الصورة لقرأة المقال
اللغات الاخرى
Autres langues
في يوم مشرق جميل من شهر ماي 1972 و سماء زرقاء صافية تزينها سحب ناصعة كأنها أكوام قطن نقشت على هذا الأفق لتعكس بإحكام ربيع الباهية وهـران ، فقط كان ينقص المثلث الأحمر والنجم المنفرد « Estrella Solitaria » ليعكس راية بلد هذا الضيف العزيز ،
الطقس لم يجاري الجماهير في نشوتها وإن كان الضيف جدير بذلك
وهران عاصمة الغرب الجزائري لم يسبق لها استقبال شخصيات بهذا القدر ، وفي هذا اليوم بعد عقد من استقلال الجزائر الضيف كان رمزا إنه فيـدال كاسترو شخصيا.
« Líder Máximo» الزعيم الكبير ، رفيق الشي ، « barbudo » صاحب اللحية الشهير ، متمرد جبال سييرا مايسترا ، بطل خليج الخنازير ، « El Comandante » القائد ، كان هذا اليومبوهـران.
بسنواتي الأربعة عشر، أصبت برهبة ، وبدون عناء استطعت التسلل بين هذا الجمع الغفير المتكون من عشرات الألاف من الناس الذين تجمعوا في هذه الساحة التي احتضنت هذا الحدث التاريحي
فيدال كاسترو وبومدين في شوارع وهران
الشخص الذي تحدى أكبر قوة في العالم انطلاقا من جزيرته الصغيرة الواقعة ببحر الكاريبي وتبعد عن الشواطئ الأمريكية بكيلومترات معدودة، هذا الشخص كان هنا أمامي وبقول عاطفي مجرد من التمثيل بدأ خطابه:
« Querido compañero Houari Boumediene ;
Queridos camaradas dirigentes del FLN y del Gobierno Argelino ;
Queridos amigos de Orán » [1]
الرفيق العزيز هـواري بومدين ، أعزائي الرفاق في جبهة التحرير وفي الحكومة الجزائرية ، أصدقائي الأعـزاء في وهران
استهل القائد خطابه بالاسبانية فنقلتها مكبرات الصوت فكان لها وقع خاص في هذه الساحة الكبيرة . وكبف لا وأنت لو رفعت رأسك لتنظر ناحية الغرب فسترى الحصن المشهور سانتا كروز يـُطل على المدينة ومرتفعا بفخامة على قمة سلسلة المرجاجو
هذا الصرح الشامخ الذي تم تشييده ما بين 1577 و 1604 يعتبر من الشواهد الأساسية للاحتلال الاسباني للمدينة خلال 3 قرون تقريبا 1509- 1792 .
وهران أكثر مدن الجزائر التي احتفظت بالطابع الاسباني ولا تزال في لهجتها بصمات في الأطباق والكلمات التي تشهد على هذا الوجود الذي لم ينتهي فعليا الا باستقلال الجزائر سنة 1962
وأنا الذي كبرت في الحي القديم Scalera
(escalera أي السلم بالاسبانية ) أعرف ذلك.
في وهران التين الشوكي يدعى « chumbo »، ماء جافيل « lejía », الخزانة « armario » و
« la paëlla » و « calentita » هي أطباق وهرانية بامتياز .
من مصادفات التاريخ أن اسبانيا احتلت وهران وكــوبا تقريبا في نفس الفترة ، وبالفعل فان الفاتح دييغو فالاكاز Diego Velázquez de Cuéllar احتل كوبا في 1511 وبـنى هافانا في 1554 ، مصادفة أخرى ، فان الشعبين الكوبي والجزائري انتزعا حريتهما في نفس الفترة مع فارق سنوات قليلة ، كـوبا 1959 ، الجزائر 1962
ثم يواصل القائد خطابه في أحسن ما يكون :
نحن معكم اليوم لسبب بسيط ، لأنه في الجزائر حدثت ثورة وفي كـوبا حدثت ثورة […]. […] ، كل اشتباك ، كل معركة ، كل عمل من نضال الشعب الجزائري تابعه شعبنا يوميا، النضال البطولي ضد جيش الاحتلال الفرنسي ، عزيمة الشعب الجزائري و وطنيته ولدت حماس وتعاطف قويين في بلدنا.
لم يكن فيدال يبالغ بخصوص مساندة الشعب الكوبي للثورة الجزائرية ونضاله البطولي ضد الاستعمار الفرنسي ، فما بين سنتي 1956 و 1957 أكثر من 20 مقال عن ثورة التحرير الجزائرية نشرتهم Bohemia ، صحيفة المعارضة الكوبية ضد الديكتاتور باتيستا ،
مرفقة بالصور كانت المقالات تبرز بشكل جيد ثورة التحرير الجزائرية و ما تحققه العمليات العسكرية للأفلان ( حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري ) من انتصارات ، كما تصور التعذيب الممارس من قبل الفرنسيين[3] كانت العناوين بليغة : «Lágrimas, terror y sangre en Argelia » دمــوع ، وحشية ودماء تسيل في الجزائر ، بــوهيميا 14 أفريل 1957 ، أو « ¡ Asi es la guerra en Argelia ! » ، هكذا هي الحرب في الجزائر ، بوهيميا 07 جويلية 1957
إن كان فيدال بتواضعه لم يصرح علنا، فان مساندة الشعب الكوبي لم تكن مجرد شعارات بروتوكولية بين وطنين تفصلهما ألاف الكيلومترات ، وكذلك اللغة ، الدين ، الجغرافيا والثقافة ، فان فيدال وكـوبا ساعدوا بالفعل الجزائر لتحتل مكانة بين الأمم ، ولنيل استقلالها والمحافظة على وحدة أراضيها وتوفير العلاج لشعبها.
أضاف فـيدال:
في تلك الحقبة لم يكن أحدا يتصور لقاءا كهذا ، المساندة كانت من نوع آخر ، ما الذي يمكن فعله لدعم النضال الجزائري، القضية الجزائرية، ما الذي يمكن فعله لدعم الشعب الجزائري ؟ .
لم تبقى هذه التساؤلات دون أفق، بل بالعكس فحسب جيرالدو مازولا Giraldo Mazola سفير كوبا الأسبق بالجزائر 1974 – 1978 فقد تم استقبال وفد من الحكومة الجزائرية المؤقتة بداية 1960 من طرف السلطات الكوبية ، وفي 27 جوان 1961 أي بعد شهريا فقط من انزال خليج الخنازير ( أفريل 1961 ) ، كوبا تعترف بالحكومة الجزائرية في المنفى ، ولم يكن هذا بالأمر الهين بتاتا، فكوبا هي الدولة الأولى في المعسكر الغربي من قام بهذا ، مما عرضها لإجراءات إنتقامية من طرف الحكومة الفرنسية [4].
إن دعم القضية الجزائرية أثناء الثورة لم يتوقف عند هذا الحد ، ففي نهاية أكتوبر 1961 ، أرسل فيدال كاسترو مبعوثا وهو الصحفي الأرجنتيني الشاب جورج ريكاردو ماسيتي Jorge Ricardo Masetti ليلتقي الثوار الجزائريين بتونس وتسجيل احتياجاتهم ، التقى ماسيتي قادة الأفلان من بينهم بن يوسف بن خدة رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة
شهرين بعد ذلك السفينة الكوبية الباهية Bahia de Nipe تغادر هافانا باتجاه الدار البيضاء بالمغرب محملة بـ 1500 بندقية، أكثر من 30 رشاش و 4 مدافع من صنع أمريكي ، وتم نقل الحمولة لمعسكر الأفلان بضواحي مدينة وجدة على الحدود الجزائرية، واعتبر هذا أول مساعدة عسكرية كوبية لافريقيا ،
وفي عودتها سفينة الباهية تنقل على متنها 76 جندي مصاب و 20 طفلا جزائريا قدموا من مراكز اللجوء أغلبهم من الأيتام
كما يبين الأستاذ بييرو قليزيس Piero Gleijeses فان مساعدة كوبا للجزائر لا علاقة لها بالصراع القائم بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي، فجذورها أبعد من انتصار كاسـترو سنة 1959 ، فهي نابعة من التوجه العام السائد لدى الكوبيين في مساندتهم لنضال الشعب الجزائري [5].
دعم الشعب الكوبي لم يتوقف عندما نالت الجزائر استقلالها سنة 1962 ، فقد تواصل وبالخصوص في ما يعرف بـحـرب الرمـال……
العقوبات الرياضية ضد روسيا:
عندما كانت الفيفا تتعاون مع الديكتاتوريات العسكرية