NDI السياسي تنشر التاريخ الأسود لـ

اسماعيل .ض

20-10-2016

كشفت زيارة وفد من المعهد الديمقراطي الأمريكي صاحب السمعة السيئة إلى مقر حزب طلائع الحريات، بما لا يدع مجالا للشك النوايا الصهيوأمريكية للتآمر على بلادنا قبيل التشريعيات المقبلة و محاولة الإستثمار في بعض الأحزاب السياسية لاختراق و تفكيك سور الجزائر الذي بقي منيعا أمام ثورات الخراب العربي،كما يؤشر تاريخ الـ NDI الى الترويج لشعار قبضة اليد الذي اتخذته العديد من الحركات المعارضة في العالم بما يسمى بالثورات و الحركات الاحتجاجية .


يتخذ المعهد الديمقراطي الامريكي الذي حضي باستقبال في بيت بن فليس، من الشعارات الرنانة كالديمقراطية والحريات عبر العديد من دول العالم، مطية لتمرير أهدافه الخفية والمتمثلة في مشروع صيهو-غربي يعمل على بث الخراب والفوضى داخل الدول العربية والاسلامية، من أجل خلق خارطة وتقسيم  جديد للمنطقة، يكون فيها الكيان الصهيوني الاقوى دون منازع ، لكن ما تجهله، هذه المنظمة هو أن الجزائر ليست كبقية الدول التي كان فيها مناخ يساعد على تمرير افكارها التخريبية بحجة الديمقراطية هذا ما لا ينطبق على الجزائر التي تمتع بهامش كبير من الحرية والديمقراطية ناهيك عن وعي الشعب الجزائري.   يعتبر لقاء المعهد الامريكي بحزب علي بن فليس أول خطوة منه في إطار تحركات مشبوهة و خطيرة يسعى لتنفيذها بالجزائر، و هو الذي أعلن شهر اوت الماضي فتح منصب مدير مقيم بالجزائر، كما تضمنه الموقع الرسمي للمعهد، باهداف علنية تتمثل في تشجيع مشاركة المواطنين أكثر في عملية صنع القرار وتطوير الاحزاب السياسية وتعزيز مشاركة المراة والشباب في الحياة السياسية، على أن يرفع هذا المسؤول تقريره إلى المدير الإقليمي للمعهد، ويقيم هذا المدير بالجزائر العاصمة ويتنقل بين الولايات. و يرفع هذا المعهد المشبوه شعار تلقين دروس في الديمقراطية في الجزائر و هي كلمة حق اريد بها باطل، كيف لا و هذا المبدأ لا يطبق حتى في مهده، بدليل أن المساعي الأمريكية المتواصلة للتغيير و حل النزاعات المزعومة لا تكون إلا باستعمال القوة مثلما حدث في العراق و دول أخرى . و في السياق يثبت كتاب ارابيسك أمريكية.. الدور الامريكي في الثورات العربية لمؤلفه الجزائري احمد بن سعادة بالأدلة الدامغة دور هذا المعهد والأذرع الاخرى المتعددة للإدارة الامريكية لتنفيذ برنامج التكوين والتدريب والتأطير والتمويل لنشطاء سياسيين وطلبة جامعات ومراكز دراسات وبحوث وخاصة تلك المعنية بتصدير الديمقراطية لاستخدامها في تأجيج الشارع العربي واشعال فتيل الاحتجاجات بشتى الطرق. ويملك المعهد الديمقراطي الأمريكي سمعة سيئة في ربوع العالم خاصة في المناطق التي شهدت إضطرابات وثورات ما يسمى الربيع العربي، فهو جزء من منظومة المعاهد والمراكز الغربية التي تعبث بأمن الدول العربية بحجة ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة، الدور الذي لعبه هذا المعهد الأمريكي في الوطن العربي لتأجيج الشعوب ضد انظمتها وخلق إضطرابات في البلدان المستهدفة. و يبدو من خلال ربط المعطيات بالأزمنة أن المعهد الديمقراطي الوطني الامريكي والمعروف بال NDI يمثل رأسا لجسد ضخم يتغلغل في الساحة الجزائرية و يتآمر على بلادنا قبل موعد انتخابات تشريعية مفصلية، بعدما أجج الشعوب على انظمتها وخلق حالة من الاضطرابات الداخلية في الدول المستهدفة لإشاعة الفوضى الخلاقة ، هذه المقاربة تتأكد خاصة إذا علمنا تصهين إدارته التي تكيل العداء لبلادنا التي وقفت في وجه مخططات اليهودي برنار ليفي في المنطقة   .


قبضة اليد ... شعار للفوضى !
من جهة أخرى يؤشر تاريخ زيارة الـ NDI الى  ترويج شعار قبضة اليد الذي اتخذته العديد من الحركات المعارضة في العالم في الكثير من الثورات و الحركات الاحتجاجية ضد الحكومات. واتخذت العديد من الحركات تلك القبضة شعارا لها مثل حركة أوتبور في صربيا، وثورة الأرز في لبنان، وثورة الياسمين في تونس، وحركة 6 أبريل في مصر، وحركة بيريش في ماليزيا. و قبضة اليد رمز اتخذته العديد من الحركات المعارضة في العالم في الكثير من الثورات، فكانت البداية في حركة أوتبور بصربيا التي أطاحت بالديكتاتور سلوبودان مليسوفيتش عام 2000، وتوالى بعد ذلك استخدام ذلك الرمز للعديد من الحركات، ورمز القبضة يعني أن القوة في يد الشعب، أي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه دون سلطات. و تؤكد شريحة كبيرة من المراقبين فعلاً أنه ليس هناك أي شيء عفوي بالنسبة لحركات الاحتجاج الجماهيري التي شهدتها الدول العربية فيما يسمى بالربيع العربي ، ويرون أن هذه التحركات ما هي إلا إعادة تجسيد للثورات الملونة التي دبرتها الولايات المتحدة لإحداث تغيير في أنظمة جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، بحيث كانت المنظمات الأميركية ترفع شعار الديمقراطية وتدرب قادة المعارضة المحلية في البلد المستهدف على فن تنظيم ثورات عفوية، والأهم أنها تفرض عليها رفع شعار قبضة اليد .


من الترويج للديمقراطية المزعومة الى أداة للتخريب

اعترف مؤخرا تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الذائعة الصيت بالسجل الطويل الأسود لأمريكا وتدخلاتها السافرة في الانتخابات وفي إسقاط نظم حكم ديمقراطية في مختلف أنحاء العالم، على رأسها الدول العربية.
يقول التقرير هنا إنه بعد نهاية الحرب الباردة، انتقلت الولايات المتحدة بعمليات التدخل هذه من السرية إلى العلن، وذلك عبر منظمات مثل الصندوق الوطني من أجل الديمقراطية الذي من المفروض انه يسعى لتعزيز المجتمع المدني والمؤسسات الديمقراطية في جميع انحاء العالم من خلال المنح والمساعدات الأخرى.
هذا الصندوق الوطني من أجل الديمقراطية الذي يذكره التقرير هو مؤسسة كبرى تتلقى تمويلها من الحكومة الأمريكية، وهو مظلة تعمل في ظلها عديد من المعاهد والمنظمات الأخرى مثل المعهد الديمقراطي الأمريكي والمعهد الجمهوري وغيرهما من المراكز والمنظمات.
التقرير يقول بصراحة ووضوح ان ما تفعله هذه المؤسسات والمعاهد والمراكز الأمريكية ما هو الا امتداد علني لما ظلت تفعله أجهزة المخابرات الأمريكية عبر عقود من تدخلات ومن تآمر على الدول والنظم في العالم.
أي أن التقرير يعترف بصراحة بأن ما يقال عن دور ومهمة لهذه المؤسسات في دعم المجتمع المدني أو تشجيع الديمقراطية وحقوق الانسان وما شابه ذلك ما هي الا مجرد ذرائع لا علاقة لها بمهمتها الحقيقية وهي خدمة الأجندة السياسية السرية لأمريكا في مختلف دول العالم.
وهذا بالضبط ما جاء بهذه المنظمة المتصهينة إلى بلادنا، خصوصا اذا حللنا الوقائع زمانيا حيث جاءت على مقربة من انتخابات تشريعية مفصلية ووسط دوامة لا أمن تمر بها دول الجوار بفعل تمدد داعش و أخواتها من صنيعة المخابر الصهيوامريكية .


 

المصدر