“أرابيسك أمريكاني” في صناعة “الثورات”

 

“أرابيسك أمريكاني” في صناعة “الثورات”


 

صدر عن اتحاد الكتاب العرب كتاب بعنوان: “أرابيسك أمريكاني” لمؤلفه أحمد بن سعادة وترجمة وئام خلف الجراد، وقد قدم د. جابر سلمان للكتاب إذ قال: صحيح أن التغيير ضرورة لتحرير المجتمع من الركود والمراوحة في المكان، وللنهوض به والدفع بعجلته ليكون قادراً على مواكبة الحضارة الحديثة واللحاق بركب ما تحمله من معطيات جديدة، لكن ما أسموه “ثورة ربيع” لم يكن بريئاً، وبالتالي لم يأت عفو الخاطر أو من دون تخطيط خفي خارجي، من هنا يؤكد مؤلف الكتاب بالأدلة والوثائق، أن ما جرى في بعض أقطار الوطن العربي، لاسيما في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية، وقبل ذلك في العراق لم يكن مصادفة، وإنما جاء بفعل فاعل خارجي، ويشير مؤلف الكتاب إلى أن الفاعل الخارجي هو الدول الغربية ذات التاريخ الاستعماري، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وتستهل مترجمة الكتاب وئام الجراد تقديمها للكتاب بمقولة لـ “تشوك نوكس”: “دائماً امتلك الخطة، وكن مستعداً، فلا شيء يحدث مصادفة”، وتتساءل فيما إذا لعبت المصادفة دوراً فعالاً في كتابة التاريخ العربي فانتقلت “الثورات” من مكان إلى آخر وبسرعة لايمكن تصديقها؟ أو هل أثارت تلك “الثورات” “غيرة” الشعوب من بعضها، فأرادت أن تكون لها النهاية السعيدة ذاتها؟.
وتضيف المترجمة: قلة قليلة من أبناء أمتنا كان لها بعد نظر في هذه الأحداث المتسارعة، فآثرت التروي قبل الانصياع إلى رأي الجماعة، فعند هذه القلة، لاوجود للمصادفة في مضمار السياسة، وكل شيء يحدث في وقته المناسب تماماً كما خُطط له. ومؤلف الكتاب “أحمد بن سعادة” واحد من هذه القلة التي فضلت الاحتكام للمنطق قبل العواطف، والرجوع إلى الوثائق والتقارير للتأكد من براءة الغرب عموماً وأمريكا خصوصاً من الدم العربي الذي يسيل يومياً في ساحات مايسمى بـ “الربيع العربي”.
وفي تقديمه يوضح المؤلف للقراء أن كتابة عمل حول دور الولايات المتحدة الأمريكية في إشعال الثورات العربية هو أمر مثير للإشكال لثلاثة أسباب هي أنه قد يتم تصنيف الكاتب تحت إطار المعاداة الهذيانية للولايات الأمريكية التي تنتهجها الرؤى المؤامراتية، كما أنه قد يبدو الكاتب بمظهر المعجب بالأنظمة “الاستبدادية” والحكام المحتكرين للسلطة، وليس من المستحيل أن تتم معاداته من جانب ما يسمى بـ”الثورة النبيلة والمعظمة”.
ويتابع المؤلف: لقد اعتدنا على إطلاق تسمية “نظرية المؤامرة” على كل ما لا يلائم ما تعمل وسائل الإعلام جاهدة على بثه ونشره، ومن هنا يؤكد الكاتب أن لامكان لنظرية المؤامرة تلك في طيات كتابه، فالوقائع والإثباتات تؤكدها الوثائق التي استند إليها الكاتب في مؤلفه.