أرابيسك" عن منشورات "لاناب".. تحقيق جريء حول دور أمريكا في الثورات العربية"

 

صدر حديثا عن منشورات الوكالة الوطنية للنشر والإشهار "لاناب "، كتاب جديد آخر عنوانه "أرابيسك، تحقيق حول دور الولايات المتحدة في الثورات العربية" للباحث أحمد بن سعادة، وفي العنوان رمز للدولار الذي يأتي بعد"أرابيسك"، لاضهار الدلالة الرمزية لأمريكا في مشروع هذه الثورات ودعمها.
يقع الكتاب في 278 صفحة ويضم مقدمة بقلم ماجد نعمة مدير مجلة"إفريقيا آسيا". جاء في بداية الكتاب "أفضع من أن لا تكون المعلومة وصلت للشخص أن يعتقد ذات الشخص أنه يملكها".
الكتاب هو استمرارية لـ"أرابيسك أمريكية" الذي كان أول كتاب حول ما صار يعرف لدى الجميع بالربيع العربي الذي نشر في 2011، وبعد مرور سنين أربع كان من الضروري إعادة إدراج بعض المعلومات الجديدة التي لم تكن متاحة ومتواجدة في ذلك الوقت والتي تؤكد الفرضية والنظرية ومن جهة أخرى إدراج الثورات الأخرى التي تلاحقت. 
يرى بن سعادة أن الميديا هي التي تسيطر على الفضاء الإعلامي وخطابها يحمل على أنه خلاصة الحقيقة، والعمل على مواجهة منحى تفكيرها واقتراح رواية مغايرة لها ليس بالأمر السهل الهين، وكل مغامرة في هذا المتجه كان ينر إليها بأنها المؤامرة والتواطؤ مع النظم السائدة. كما يعتقد أن الكتابة عن دور أمريكا في الثورات العربية يمكن أن تكون إشكالية بالنسبة للباحث عن الحقيقة وتضعه تحت طائلة معاداة أمريكا والمناصر للدكتاتوريات التي استحوذت على الحكم بل عدوا لثورة الشعب الكبرى.
الكتاب كما يراه صاحبه دراسة موضوعية حول دور القوة العالمية الأولى في العالم في ثورات الشارع العربي بالإضافة إلى دور دول أخرى غربية وعربية وقوى بالمنطقة التي نشطت لمساعدة القوى المنددة.
يرى ماجد نعمة في مقدمته، أن الكتاب لا يعد فقط مرجعا يقاوم ضد الإعلام المغلوط، بل يقدم دعوة سلمية للمرور إلى ما وراء الخطاب السياسي الذي يسعى للتغطية على المخاطر والصراعات بدل تشخيصها وشرحها، ومعلوم أن ضحية الحرب الكبرى هي الحقيقة كما يقول "كيبلينغ" وتبعا لقول "سيسرون"، "من لديه عادة الكذب، لديه عادة الحلف والحنت"، ويرى ماجد نعمة أن بن سعادة قد طبق في تحقيقه منهجية العلوم الدقيقة التي يتفوق فيها.

 

 

 

*- كتاب جديد للكاتب أحمد بن سعادة


يعود الكاتب في بداية مؤلفه إلى بداية شرارة الثورة في عدد من البلدان العربية ابتداء بما حصل في تونس نهاية 2010، وتجمعات شارع بورقيبة وما حصل في ساحة التحرير بمصر وصنعاء اليمن وغيرها.
في الفصل الأول من الكتاب يتحدث عن "الثورات اللونية" في دول شرق أوروبا، صربيا 2010، جيورجيا 2003، أوكرانيا 2004، خزخستان 2005، وكل هذه الثورات اعتمدت على الشباب وكلها استمدت من مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، عن طريق التمويل وبالتمكين من التكنولوجيات الحديثة في خدمة ومساعدة الديمقراطية، والكاتب يستند هنا إلى بعض المراجع والمقالات حول دور بعض المنمات والوكالات مع ذكر لأسمائها.
في القسم الثاني من الكتاب يتحدث عن تصدير الديمقراطية إلى الدول الأخرى. وفي القسم الموالي يركز على النشطين على النت في المناطق ذات المصالح للقوة العظمى وجعل هؤلاء يلتقون ويتجمعون مع بعضهم ومع مختصين، ودعم هؤلاء النشطين بتكوينهم وتدريبهم كما هو الشأن في مهمة "موفمنت أورغ " هي منطمة أمريكية متخصصة في التكنولوجيات الجديدة التي تتعرف على مثل هؤلاء الشباب وتجمعهم.
وفي قسم موالي يقوم الكاتب الباحث بأعمال تحليلية تستند الى ما قاله روزفلت أنه في السياسة لاشيء يحدث هكذا، وإذا وقع شيء فإنه يحلف أنه رتب من قبل باريه. كما يبرز دور فايسبوك، غوغل تويتر وغيرها في هذه الثورات.
وفي هذا الكتاب عموما يبرز بن سعادة الطرق الجديدة لدمقرطة بعض الدول العربية وليس كلها، فالعملية انتقائية وهي حسب المصلحة.
للعلم أحمد بن سعادة، حاصل على دكتوراه في الفيزياء من جامعة موريال بكندا، هو باحث، أستاذ مدرس، ومستشار تربوي، مؤلف وكاتب في الصحافة الدولية، ترجمت مقالاته إلى عديد اللغات، صدر له "كمال داوود، كولونيا تحقيق مضاد"، منشورات فرانز فانون في 2016، "الوجه الخفي للثورات العربية" وهو كتاب جماعي، في منشورات "أليس" في 2012، "أرابيسك أمريكية" عند ميشال بروكلي بكندا في 2011، وكتاب "سينرجي" بالجزائر في 2012، "التطور الاقتصادي للجزائر، تجارب وآفاق" وهو مؤلف جماعي عن منشورات القصبة في 2011، وفي حوزته عديد الكتب البيداغوجية وهي متواجدة بموقعه على النت. 

خليل عدة


 

تاريخ النشر الخميس 15 حزيران (يونيو) 2017

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره