اكذوبة الربيع العربي
بقلــم: علي الشعواني
تاريخ الإضافة: 2015-03-15
إن المتأمل لحقيقة الثورات العربية يرى بما لا يدع مجالا للشك ان ما يحدث على الساحة العربية ليس ثورات شعبية تلقائية خرجت تنادي بمتطلبات تلك الشعوب .وإنما هي مؤامرة كبرى نفذتها الولايات المتحدة الامريكية وبمساندة ودعم الموساد الاسرائيلي وبعض الاستخبارات الغربية .نعم خطة ومسرحية محكمة الفصول تم كتابة السيناريو الدرامي لفصولها في اروقة CIA والبنتاجون الامريكية وحقيقة ماحصل على ارض الواقع في مصر وليبيا وسوريا وتونس واليمن ماهو الا تجسيد وتمثيل لأحداث تلك المسرحيات وكل من شاهدهم المواطن العربي على ساحات العرض عفوا في الميادين والساحات ماهم سوى كمبارس قد لا يرقى اغلبيتهم الي دور الممثل ناهيك عن ادوار البطولة التي هم ابعد ما يكونون عنها.
وهنالك العديد من المؤلفات والدراسات والبحوث والكتب التي توضح الدور الامريكي في تلك الثورات ولعل من اجمل ما قرأت كتاب (الدور الامريكي في الثورات العربية)للدكتور احمد بن سعادة وهو استاذ دكتور كندي من اصول جزائرية وتميز كتابه انه مدعوم بالوثائق الدامغة التي توضح الدور الامريكي في تلك الثورات. وقد امتد ذلك الدور على مراحل التكوين والتأطير والتدريب والدعم اللوجستي بل والمساندة الفعلية والميدانية .وساهمت في ذلك العديد من الدوائر الامريكية والتي تعنى بتصدير الديموقراطية مثل(الوكالة الامريكية للتنمية الدوليةUSAID).
اوضحنا في المقال السابق ان احد نماذج الكمبارس في الثورات العربية وائل غنيم هو عميل لل CIA وذلك الشخص الماسوني قد ادين عام 95 في قضية عبدة الشيطان والعياذ بالله .بل ان موقع ويكيليكس ذكر حسب وثائق مسربة ان الاستخبارات الامريكية جندت وائل غنيم وذلك حسب التيلي قراف البريطانية التي ذكرت ان السفارة الامريكية هي من جندت غنيم لحساب الاستخبارات الامريكية .وكل ذلك كان بالوثائق والادلة الدامغة .ومشكلة العرب كما قال عبدالله القصيمي في كتابه (العرب ظاهرة صوتية) انهم لا يمجدون شيئا كما يمجدون الاذن مع تحفظي على القصيمي وأغلب ارائه الا انه ربما اصاب في هذه العبارة فهم لا يقرؤن ويميلون الي السماع كثيرا.
هنالك العديد من الدراسات والكتب توضح ان ما يدور في البلاد العربية هي مخططات غربية .بل ان هنالك مؤلفات وبحوث لكتاب غربيين يؤكدون ذلك بالادلة والبراهين .ومع ذلك تجد ان هنالك الكثير من السذج مازالوا يرددون الربيع العربي والثورات ضد الاستبداد وضد الحكومات الديكتاتورية .إنها تبدو كما قال القذافي ثورة وهي انثى الثور وجمعها ثورات!!!.
ولقد ذكرت نيويورك تايمز الامريكية، ان CIA قدمت العديد من البرامج التدريبية لنشطاء سياسين عرب .بل انه تم تقديم جميع انواع الدعم لتلك المجموعات الشبابية من اجل اثارتهم ضد حكوماتهم .الغرب يخطط وفق استراتيجيات هدم للكيان العربي والاسلامي والعرب ادوات تنفيذية وكل تلك المظاهرات والثورات ماهي الا عرض مسرحي حي لتلك البروفات والمشاهد التي جرى التدريب عليها مسبقا تحت اشراف المخابرات الامريكية، بل ان الدكتور احمد بن سعادة في كتابة الدور الامريكي في الثورات العربية، يربط بين الثورات العربية عام 2011 والثورات التي حدثت في الشرق -اوروبا الشرقية بين الاعوام 2000- 2005 وسقطت على اثرها الدول الموالية لروسيا وهي صربيا وجورجيا و اوكرانيا وكيرغيزستان وذلك ظمن استراتيجية تقودها الولايات المتحدة الامريكية لتفكيك ارث الاتحاد السوفيتي .وتطرق المؤلف الي تعامل وسائل الاعلام الغربية التي راحت تروج الي ان ما يحدث في تلك الدول هو حراك شعبي تلقائي.
والحقيقة انها خطة محكمة لتفكيك تلك الدول الشيوعية في وسط وشرق اوروبا ووسط اسيا وكانت منظمات المجتمع المدني الامريكية مثل الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID والصندوق الوطني الديموقراطي والمعهد الجمهوري الديموقراطي هي شريك للCIA وللمول والداعم لتلك الانتفاضات وهي التي ذكرنا سابقا انها وقفت جنبا الي جنب مع الاستخبارات الامريكية .
كما ان نقطة الشبه الثانية مع تلك الانتفاضات هي اعتمادها على وسائل التواصل الاجتماعية كالفيسبوك وتويتر واستخدامها لزعزعة الانظمة الحاكمة في تلك الدول واسقاطها.بل ان تلك الثورات اوجدت مفاهيم جديدة مثل نشطاء الانترنت وثوار الانترنت .وليست من باب الصدفة ان تقوم شركة مقرها في ولاية ماسوشيست الامريكية بتصميم برنامج تورTOR والذي صمم خصيصا للشباب الذين يدورون في فلك الولايات المتحدة ويسعون ضد انظمة حكوماتهم لكي يتمتعوا بالسرية الكاملة دون امكانية الدخول الي بيانتهم الشخصية او معرفة هوياتهم ....
الكل يرى الحال المؤسف التي وصلت اليه دول الخريف او الصيف العربي ان صحت التسمية لأنها ابعد ماتكون عن الربيع .دمار وهلاك وخراب بل تدمير دول وليس مدن فقط وقتلى بالالاف ومشردين بالملايين وخسارات اقتصادية بالمليارات وخطوات للخلف في زمن سباق التقنية والمعلوماتية .
الاوضاع في سوريا وليبيا وصلت الي اقصى درجات الدمار البشري والمادي. كم قتلوا وكم شردوا وكم هدمت من دور .تخريب لا مثيل له ودمار شامل في سوريا فقط وحسب المرصد السوري لحقوق الانسان تجاوز عدد القتلى نصف مليون نسمة ناهيك عن ملايين المشردين ويأتيك من يقول الربيع العربي اي ربيع بل صيف قاحل اسود مظلم لا يبقي ولا يذر وسبحان القائل (فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
الا يرون ؟"الا يبصرون؟!الا يعقلون؟!دمار وخراب وقتل وتشريد الي متى؟!ومن المستفيد؟!وماهو المكسب؟!في مصر فقط وخلال العام الاول 2011 تجاوزت خسارات الاقتصاد المصرفي المصري 100 مليار دولار ناهيك عن الخسارات الاخرى في الجوانب التنموية الاخرى كالصناعة والسياحة والزراعة وغيرها مليارات الدولارات وخسارات اقتصادية هائلة ودمار للبنية التحتية.
وغير ذلك الكثير .ربما في مصر كان الدمار البشري بصورة اقل بكثير مما حصل في سوريا وليبيا وذلك لقوة الجيش المصري الذي كان بمثابة صمام الامان للشعب المصري ولكن خسارة الاقتصاد المصري تفوق تلك الدول وذلك ايظا لقوة مصر ومكانتها العربية والعالمية..إذا هي خطة لتفتيت الدول العربية وصنع دويلات داخل تلك الدول وتقسيمها.
الكل يرى ماحصل في العراق من تقسيم وعبث وإحياء للنعرات العرقية والفرق المذهبية واللعب على هذه الاوتار ومن ثم التلاعب بالشعب عامة (شيعة-سنة-اكراد) وتضعيف للحكومة المركزية وجعل الحل والربط بإيدي تلك الفرق والتيارات المختلفة .واصبحت الدولة لا حول لها ولا قوة .كيف لتنظيم داعش ذلك التنظيم البسيط الذي يفتقر الي ابسط اداوات التقنية العسكرية الحديثة وليس لديه اي قوة جوية او سلاح جو وليس لديه طيران حربي اطلاقا .
ولا اسلحة دفاع جوي متقدمة .وكل اعتمادة على قواته البرية ذات الاسلحة التقليدية والبدائية .كيف لهذا التنظيم ان يحتل مساحات شاسعة من العراق وسوريا؟!كيف حدث ذلك؟!ما لم تكن تلك الدول (العراق-سوريا)تعاني من ضعف حكوماتها المركزية ..وما لم يكن ذلك التنظيم مدعوم اصلا من الدول الغربية..وحتى ان كان ذلك الدعم بطرق غير مباشرة وعبر قنوات اخرى!!! لها نفس المصالح والمأرب وهدفها الرئيسي تفكيك الدول العربية .وعليه فإن هنالك مؤامرة واضحة المعالم لا تخفى على متدبر ولا ينكرها عاقل ولا يجادل فيها متبصر .
بل ان المضحك المبكي ان يأتي بعض السذج من العامة واحيانا ممن يدعون الثقافة ويرددون سئمنا نظرية المؤامرة ..ونقول لهم انها حتما مؤامرة بدئت في اوروبا الشرقية لتفتيت إرث الاتحاد السوفيتي وقد تم .ثم بعد ذلك اتى الدور على الشرق الاوسط وقد تم في بعض الدول..وهي لعبة استخبارات عالمية .وربما لا يستوعبها البعض لأن مداركه الثقافية محدودة واطلاعه السياسي ضيق .
هذا ان كان لديه فكر سياسي .وللأسف الشديد ان البعض ممن يسخرون من نظرية المؤامرة هم اداوات فيها بل هم من دعائمها وذلك لأن اغلبهم من الليبراليين والعلمانيين الذين تأثروا او درسوا في المدارس الغربية وعاشوا هناك وتشبعوا بأفكارهم المنحلة والسبب ثقافتهم الضحلة .وهل هنالك اصدق من الله قيلا(ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).نعم هذه الحقيقة التي اخبرنا الله عزوجل عنها مباشرة وواضحة لمن يرى ويبصر ويعي ويتدبر ويقرأ ... يتبع.