كتاب جديد يفجر فضيحة من العيار الثقيل يخص التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني

 

a
a
فجر كتاب جديد صدر مؤخرا في الجزائر، ، بعنوان (" أرابيسك أمريكن" : دور الولايات المتحدة في الثورات العربية )، فضيحة من الغيار الثقيل يخص التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني، وذبك قبل شهرين فقط من الانتخابات التشريعية المصيرية .
وطرح الدكتور أحمد بن سعادة، مؤلف الكتاب والباحث حاليا في المدرسة التقنية بمونتريال، وأستاذ الفيزياء السابق بجامعة وهران، كيف رافقت الولايات المتحدة وأطرت عمليا الناشطين الأساسيين في الربيع العربي، وكيف أدى هذا التورط الأمريكي في إحداث الثورات في الشارع العربي، ورغم أنه أشار إلى عزوف العديد من المعارضين الجزائريين من الذين ظلوا دائما يرفضون التدخل الأجنبي عن هذه اللعبة، إلا أنه مع ذلك أكد أن التنظيمات الأمريكية التي تشتغل على تصدير الديمقراطية إلى العالم العربي، مثل (فريدم هاوس) أو (أوبن سوسيتي أنستيتوت) وغيرها، المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي ومختلف المؤسسات الاستخبارية الأمريكية وتحديدا (السي آي إ)، شاركت جميعها بكل تأكيد في مساعدة جمعيات وأعضاء من المجتمع المدني الجزائري من خلال دورات تدريبية مهنية، وكذا عن طريق التمويل المباشر.
ومن بين هذه المساعدات المباشرة وغير المباشرة، يذكر الكاتب الكثير من أسماء الجمعيات المتورطة وأسماء نشطاء من "المجتمع المدني" الجزائري، منهم أعضاء من المعارضة المنضوين تحت (السي أن سي دي) ومنها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان التي يرأسها حاليا المحامي مصطفى بوشاشي، والذي حسب الكاتب استفاد من دعم أمريكي طوال سنوات 2002، 2004 و2005. كما يذكر أيضا تظيم (السناباب) وهو نقابة التعليم التي يرأسها السيد مزيان مريان، والذي حسب الكاتب دائما ينشط بطريقة ذكية مع منظمة (سوليداريتي سونتر)، تحديدا من أحد فروعها المتخصصة في الحركات العمالية، من دون أن يغفل ذكر اسم صحافي التلفزيون السابق فضيل بومالة، الذي التقى به طوال تواجده بالولايات المتحدة.

وبالعودة إلى ما هو مهم في الكتاب، فإن الكاتب عمل مقارنات طويلة للثورات الغربي بالثورات الملونة في أوربا الشرقية مثل (صربيا، جورجيا، أوكرانيا وكرغيزيستان)، موضحا أن صلات من هذا النوع تبقى الأكثر احتمالا. وبالنسبة له، الأمر بديهي تماما، فطريقة تفجير هذه الثورات العربية لها كل ملامح الثورات الملونة التي ضربت بلدان أوربا الشرقية في سنوات 2000.
إن هذا الثورات بالنسبة للكاتب تم طبخها وصياغتها وتمويلها من طرف المنظمات الأمريكية، وبالتالي من البديهي الوصول إلى نتيجة لوجود اليد الأمريكية خلف ثورات الشارع الغربي.
إن الدور الواضح للولايات المتحدة موجود بالتحديد هنا، من خلال دورها الكبير في تكنولوجيا الإعلام والاتصال، وهذا قبل حتى اندلاع المظاهرات. إن ما لعبته التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال، هو دور أساسي عبر المواقع الاجتماعية مثل الفايس بوك وتويتر أو أيضا "اليوتيوب".
ويعود بن سعادة كذلك وبالتفضيل إلى المستخدم (تور) الذي يسمح بالإبحار المجهول في الانترنيت، هذه الوسيلة القوية جدا، يقول أنها وضعت في خدمة رواد الثورات العربية من أجل تقاسم المعلومات، وبحسبه فإن هذه الوسيلة (تور) كانت في غاية الأهمية بالنسبة لرواد الثورات العربية خاصة في تونس ومصرفي أثناء ثوراتهم.
ويذكر الكاتب في النهاية أن كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون، كانت قد عبرت رسميا في جانفي 2010، على إرادة الإدارة الأمريكية القوية تقديم مبلغ 30 مليون دولار، للمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية لتصنيع وسائط تكنولوجية ضد الرقابة من أجل مساعدة المعارضين الذين يعيشون تحت الحكم الديكتاتوري لمواجهة الحصار، وفتح الرسائل ومسح الآثار.