"ميديابارت" ومِقَصَّاتها الكبيرة

Mercredi, 15 Juin 2022 16:17 Ahmed Bensaada
Imprimer


"ميديابارت" ومِقَصَّاتها الكبيرة


مقال: الدكتور أحمد بن سعادة

ترجمة: زكرياء حبيبي

15 جوان 2022



هل تعلمون؟ لدى Médiapart مقص كبير. بحجم الغباء والمعلومات المتحيزة ونقص الأخلاق المهنية، كل ذلك في مكان واحد. نعم، ميديابارت، بطة التروتسكي ذو الشارب، الشخص الذي تم الكشف عن ممارساته الصحفية المشبوهة للغاية في "الوجه الخفي لصحيفة لوموند" والتي أدت إلى استقالته من إدارة صحيفة لوموند. نفس الشخص الذي كان يقال عنه :"في مسائل التحقيق، لم يفعل شيئًا سوى نسخ صحائف المعلومات العامة واسترجاع المواد التي كان يجلبها إليه أصدقاؤه النقابيون بانتظام".


بيير بيان وفيليب كوهين يهاجمان صحيفة "لوموند" اليومية | أرشيف INA

انقر على الصورة لمشاهدة الفيديو


في صحيفته، Mediapart، التي تحولت بسبب بعض الاحتيال الفكري إلى "معبد للأخلاق"، تم نصب مقص ضخم ك"طوطم" الرقابة.
وقد تم استخدام هذه الأداة مؤخرًا بمناسبة مقال مثير للشفقة وقعته رشيدة العزوزي، الصحفية التي جعلت الحراك الجزائري، سجلا تجاريا مربحًا (سنعود إلى هذا في مقال أكثر تعمقًا). تلميذة الشارب التروتسكي، عنونت، دون أن ترمش ونافخة صدرها: "في الجزائر،لا تزال الصحافة تؤدي إلى السجن ".
على الرغم من أنني شخصياً ضد حبس الصحفيين أثناء ممارسة وظيفتهم، إلا أنه لا يزال من المدهش ملاحظة العديد من العيوب في نصها..، وفي الصحافة لها اسم: "الكذب بالإغفال".
أولا وقبل كل شيء، تتجاهل حقيقة، أن راديو M، الذي يسيره إحسان القاضي، وهو تروتسكي آخر ذو شارب (غريب، غريب، كم هو غريب...)، تم تمويله من قبل الكيدورسي، وبالتالي، يخدم المصالح الفرنسية بشكل مباشر أو غير مباشر. تم شرح ذلك بالتفصيل في إحدى مقالاتي. هل يمكن للسيدة العزوزي أن تخبرنا في أي دولة غربية يمكن أن تمول قوة أجنبية إلى حد كبير وسائل إعلام وطنية مفترضة؟ ولأية أهداف أو أغراض؟
ثم تغفل، عن علم، القول بأن الحكومة الجزائرية تصنف حركة رشاد على أنها منظمة إرهابية، رغم أن هذا معلوم للجميع.
أخيرًا، في حملتها الحاقدة ضد الجزائر، جلبت، المنظمة العميلة "مراسلون بلا حدود". وبالفعل، فإن دور هذا "الشيء"، "المدافع عن حرية الصحافة والصحفيين" غالبًا ما يتم جره في الوحل. دعونا نتذكر أن مراسلون بلا حدود كانت (لا تزال؟) تمول إلى حد كبير من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) والصندوق الوطني للديمقراطية (NED) ، وهما منظمتان حكوميتان أمريكيتان مؤهلتان كـ "شاشات وكالة الاستخبارات المركزية"، المتخصصة في " تغيير الأنظمة" في جميع أنحاء العالم. وذلك دون احتساب معهد المجتمع المفتوح لجورج سوروس ومخابر أخرى من نفس النوع.
إذن يا سيدة العزوزي، إلى أين يؤدي الكذب بالإغفال، ما رأيك؟.
لكن لنعود إلى زوج المقص، العزيز والغالي على "ميديابارت".
ردًا على العنوان الاستفزازي للعزوزي، الذي كان كالتالي "في الجزائر،لا تزال الصحافة تؤدي إلى السجن "، علق صديقي الصحفي جاك ماري بورجيه على مقالها خمسة كلمات قصيرة:


"وفي إسرائيل إلى الموت"


تم حظر تعليقه على الفور من قبل الأوصياء على "الطوطم المقص" الذين قدموا تفسيرًا غير معقول ومثيرا للسخرية.
لماذا تم حظر تعليقه؟ ألا تؤدي الصحافة إلى الموت في إسرائيل؟ منذ عام 2000 ، قتل ما لا يقل عن 55 صحفياً فلسطينياً على يد الجيش الإسرائيلي. وآخرهم شيرين أبو عقله (على روحها السلام) استشهدت برصاص جنود الاحتلال الدنيئين. هل هناك أي دولة أخرى يمكنها "التباهي" بهكذا رقم قياسي؟
وهل لم يكن جاك ماري بورجيه مستهدفًا من قبل الدولة العبرية في ممارسته لمهامه؟ والذي لا يدين ببقائه حيّا إلا لمعجزة غير عادية. وبالصدفة فقط لم تقوده الصحافة في إسرائيل إلى الموت مثل زملائه الـ 55
.




أُصيب برصاصة اسرائيلية.. جاك ماري بورجيه على حمالة بين الحياة والموت (21 أكتوبر 2000)


ويمكنه التحدث عنها. أمس واليوم وغدا. لأنه ليس صحفي أريكة مثل العزوزي التي تكتب مقالاتها الزائفة وهي تحتسي البابونج. شعر بها، رصاصة القناص الإسرائيلي التي اخترقت جسده بحثا عن قلبه.
وماذا فعلت هذه الجمعية الخائنة المسماة مراسلون بلا حدود للدفاع عن قضيته؟ لا شيء، لا شيء على الإطلاق.
في هذا الموضوع، جاك ماري بورجيه، كان واضحا:"إذا لم تدافع مراسلون بلا حدود عني، فكان ذلك لعدم الإساءة إلى دولة إسرائيل، صاحبة محاولة اغتيال ضدي. بين دعم تل أبيب وأنا، تم الاختيار بسرعة. كانت اسرائيل".
لذا، ألا يمكننا أن نقول، أن لجنة الرقابة في Mediapart فعلت الشيء نفسه مع تعليق جاك ماري بورجيه؟ ألم تطلق الرصاص على كلماته الخمس حتى لا "تسيء" لإسرائيل؟
أين ذهب تضامن موقع إعلامي فرنسي مع صحفي فرنسي كاد أن يلقى حتفه برصاص قتلة حرية التعبير؟ أين ذهبت المهنية والاحترافية والأخلاق الصحفية التي صدّعوا بها رؤوسنا وصمّوا بها آذاننا؟بعد 55 حالة وفاة، هل ستتجرأ رشيدة العزوزي (وكذلك كل التروتسكيين في هذا العالم، سواء أكانوا يحملون شوارب أم لا) على الحداد على شيرين أبو عقلة واتهام إسرائيل بوفاتها تحت عنوان:


"في إسرائيل، لا تزال الصحافة تؤدي إلى الموت"


ولو مرة واحدة في العمر، دون رمشة عين وبصدر منتفخ؟

 


 

Espagnol

Français